أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة للدكتور محمد حرز بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 22 شوال 1444هـ ، الموافق 12 مايو 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بصيغة word بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بصيغة pdf بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للدكتور محمد حرز.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا .

 

أولًا: جددْ إيمانَكَ ومعرفتَكَ باللهِ.

ثانيًا: أسماءُ اللهِ الحُسنَى كلُّهَا كمالٌ وجلالٌ.

ثالثــــًا: أثرُ الأسماءِ الحسنَى في حياتِنَا.

رابعًا وأخيرًا: يا أيُّها الإنسانُ  ما غرّكَ بربِّكَ الكريمِ؟

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 12 مايو أبريل 2023م بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا : كما يلي:

 

أسماءُ اللهِ الحُسنى وأثرُ فهمِهَا في حياتِنَا

بتاريخ 22 شوال 1444هـ، الموافق 12 مايو 2023م

الحَمْدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ الأعراف 180، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وليُّ الصالحين، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ، القائلُ كما في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ :إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلاّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ))رواه البخاري، فاللهمَّ صلِّ وسلمْ على مسكِ الختامِ، وخيرِ مَن صلَّى وصامَ، وتابَ وأنابَ، ووقفَ بالمشعرِ، وطافَ بالبيتِ الحرامِ، ، وعلى آلهِ وصحبهِ الأعلامِ، مصابيحِ الظلامِ، خيرِ هذه الأمةِ على الدوامِ، وعلى التابعينَ لهم بإحسانٍ والتزام.أمَّا بعدُ: فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوىَ العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران :102).

عبادَ الله: ( أسماءُ اللهِ الحسنَى وأثرُ فهمِهَا في حياتِنَا ( عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.

عناصر اللقاء : 

أولًا: جددْ إيمانَكَ ومعرفتَكَ باللهِ.

ثانيًا: أسماءُ اللهِ الحُسنَى كلُّهَا كمالٌ وجلالٌ.

ثالثــــًا: أثرُ الأسماءِ الحسنَى في حياتِنَا.

رابعًا وأخيرًا: يا أيُّها الإنسانُ  ما غرّكَ بربِّكَ الكريمِ؟

أيُّها السادةُ: ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلي أنْ يكونَ حديثُنَا عن أسماءِ اللهِ الحسنَى وأثرِ فهمِهَا في حياتِنَا، وخاصةً ما أجملَ أنْ يكونَ الحديثُ عن اللهِ وما أحلَى أنْ يكونَ الكلامُ عن ربِّ العالمين جلّ جلاله، وخاصةً ونحن في هذا اليومِ العظيمِ، وفي هذا المقامِ العظيمِ نتحدثُ عن موضوعٍ عظيمٍ، مِن أعظمِ الموضوعاتِ على الإطلاقِ، ولا يوجدُ موضوعٌ أعظمَ منه أبدًا، وكيف لا ؟ وهو يتعلقُ بأعظمِ شيءٍ في الوجودِ وهو اللهُ جلّ وعلا ، فالحديثُ عنهُ سبحانهُ مِن أشرفِ الأحاديثِ وأعظمِهَا ، والعلمُ باللهِ تعالى مِن أشرفِ العلومِ وأفضلِهَا؛ لأنَّه يتعلقُ بأشرفِ معلومٍ وموجودٍ وهو اللهُ الملكُ القدوسُ سبحانَهُ، وخاصةً ومعرفةُ أسماءِ اللهِ وصفاتهِ واجبةٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ، فمعرفةُ المؤمنِ بربِّهِ أوجبُ الواجباتِ، وكيف لا ؟ومَن عرفَ اللهَ تعالى اتَّقاه وأحبَّه ورجاه، وتوكلَ عليه، وأنابَ إليه، واشتاقَ إلى لقائِه، وأنِسَ بقُربهِ، وأجَلَّهُ وعظَّمهُ، قال جلّ وعلا (( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا))سورة الأعراف180، وكيف لا ؟ ومهما بلغَ العبدُ من تمجيدِ اللهِ تعالى وتقديسِه، فإنّه لم يوفِّهِ حقَّهُ، ولم يقدِرْهُ حقَّ قدرِهِ، قالَ جلّ وعلا:﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، لذا كان مِن دعاءِ النبيِّ ﷺ: ( للا أُحصِي ثناءً عليكَ) ،فهو سبحانه فوقَ ما يثنِي عليه المثنون، وفوقَ ما يحمدهُ الحامدون.

اللهُ رَبّـي لَا أُرِيْـدُ سِـــوَاهُ *** هَلْ فِي الوُجُــوْدِ خالق إلَّا هو!!

الشَّمْسُ وَالْبَدْرُ مِنْ آيـَاتِ قُدْرَتِهِ***وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ فَيْضٌ مِنْ عَطَايَـاهُ

الطَّيْرُ سَبَّـحَهُ ، وَالْوَحْشُ مَجَّدَه***وَالْمَوْجُ كَبَّرَهُ ، وَالْحُوتُ نَاجَاهُ

وَالنَّمْلُ تَحْتَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَدَّسَهُ*** وَالنَّحْلُ يَهْتِفُ حَمْدًا فِي خَلايَاهُ

وَالنَّاسُ يَعْصُونَهُ جَهْرًا ؛ فَيَسْتُرُهُمْ ***وَالْعَبْدُ يَنْسَى وَرَبِّي لَيْسَ يَنْسَاهُ

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا

أولًا: جددْ إيمانَكَ ومعرفتَكَ باللهِ.

أيُّها السادةُ: اعلمُوا يقينًا أنَّ الإيمانَ يزيدُ وينقصُ، يزيدُ بالطاعاتِ وينقصُ بالمعاصِي والزلاتِ، قال جلَّ وعلا {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِم} يزيدُ بالطاعاتِ قالَ ربُّنَا ﴿إنَّما المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إذا ذُكِرَ اللهُ وجِلَتْ قُلُوبُهم وإذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهم إيمانًا وعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} الأنفال: 2، وينقصُ بالمعاصِي والزلاتِ قالَ ربُّنَا { كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }، والرانُ كما قال الحسنُ البصريُّ هو( الذنبُ علي الذنبِ حتى يُعْمِيَ القلبَ). سلمْ يا ربِّ سلمْ .و صدقَ نبيُّنَا إذ يقولُ: ( لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهو مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهو مُؤْمِنٌ) وصدقَ نبيُّنَا ﷺ (إنَّ الإيمانَ ليَخلَقُ في جوفِ أحدِكم كما يَخْلَقُ الثوبُ )،فاسألُوا اللهَ أنْ يجددَ الإيمانَ في قلوبِكُم، فنحن في أمسِّ الحاجةِ إلى أنْ نجددَ إيماننَا ومعرفتنَا باللهِ جلّ جلالُهُ مِن آنٍ لآخرٍ قبلَ فواتِ الأوانِ، والتعرفُ على اللهِ يكونُ بالتعرفِ على أسمائهِ وصفاتهِ ، قالَ جلّ وعلا (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )، وقالَ جلّ وعلا ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الحشر22/24 .اللهُ هو الواحدُ الأحدُ والوترُ الصمدُ الذي لا ضدَّ لهُ ولا ندَّ لهُ ولا شبيهَ لهُ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ،اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ )، وفي صحيح مسلمٍ مِن حديثِ أبي موسى الأشعريِّ أنَّ النبيَّ  ﷺ قال : “إنَّ اللهَ لا ينامُ ، ولا ينبغي له أن ينامَ ، ولكن يخفضُ القسطَ ويرفعُه ، يُرفعُ إليه عملُ اللَّيلِ قبل عملِ النَّهارِ، وعملُ النَّهارِ قبلَ عملِ اللَّيلِ، حجابُه النُّورُ، لو كشفها لأحرقت سبُحاتُ وجهِه ما انتهَى إليه بصرُه من خلقِه” ، اللهُ اكبرُ، وفي صحيح مسلمٍ مِن حديثِ أبى هريرةَ جاء حبرٌ مِن اليهودِ إلى رسولِ اللهِ ﷺ فقال: إنَّه إذا كان يومُ القيامةِ جعلَ اللهُ السَّماواتِ على أصبعٍ ، والأرْضين على أصبعٍ ، والجبالَ والشَّجرَ على أصبعٍ ، والماءَ والثَّرَى على أصبعٍ ، والخلائقَ كلَّها على أصبعٍ ، ثمَّ يهزُّهنَّ ثمَّ يقولُ : أنا الملكُ أنا الملكُ ، قال : فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ ﷺ ضحِك حتَّى بدت نواجذُه ، تعجُّبًا له ، وتصديقًا له ، ثمَّ قال رسولُ اللهِ ﷺ : { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } .وفي صحيح مسلم من حديثِ أنسٍ قال : نُهِينَا أنْ نَسْأَلَ رَسولَ اللهِ ﷺ عن شيءٍ، فَكانَ يُعْجِبُنا أنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِن أهْلِ البادِيَةِ العاقِلُ، فَيَسْأَلَهُ، ونَحْنُ نَسْمَعُ، فَجاءَ رَجُلٌ مِن أهْلِ البادِيَةِ، فقالَ: يا مُحَمَّدُ، أتانا رَسولُكَ فَزَعَمَ لنا أنَّكَ تَزْعُمُ أنَّ اللَّهَ أرْسَلَكَ، قالَ: صَدَقَ، قالَ: فمَن خَلَقَ السَّماءَ؟ قالَ: اللَّهُ، قالَ: فمَن خَلَقَ الأرْضَ؟ قالَ: اللَّهُ، قالَ: فمَن نَصَبَ هذِه الجِبالَ، وجَعَلَ فيها ما جَعَلَ؟ قالَ: اللَّهُ، قالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّماءَ، وخَلَقَ الأرْضَ، ونَصَبَ هذِه الجِبالَ، آللَّهُ أرْسَلَكَ؟ قالَ: نَعَمْ، …)، الشاهدُ يا سادةٌ أنّ جوابَ النبيِّ ﷺ على كلِّ هذه الأسئلةِ كانت بكلمةٍ واحدةٍ ألَا وهي لفظُ الجلالةِ: ” اللهُ ” ،وما أدراكَ ما لفظُ الجلالةِ الله ، اللهُ هو الاسمُ المفردُ، العلمُ الدالُّ علي كلِّ أسماءِ الجلالِ وصفاتِ الكمالِ، اللهُ كما قال ابنُ القيمِ: اسمُ اللهِ الأعظم الذي إنْ سُئِلَ بهِ أعطَى ، وإنْ دُعيَ بهِ أجابَ، اللهُ هو الاسمُ الذي وردَ ذكرهُ في القرآنِ ما يقربُ مِن ألفِ مرةٍ ، اللهُ هو الاسمُ الذي ما ذكرَ في قليلٍ إلّا كثرَهُ، اللهُ هو الاسمُ الذي ما ذُكرَ عندَ خوفٍ إلّا أمنَهٌ ، اللهُ هو الاسمُ الذي ما ذُكرَ عندَ همِّ إلّا فرّجَهُ ، اللهُ هو الاسمُ الذي ما ذكرَ عند غمِّ إلّا أزالَهُ، اللهُ هو الاسمُ الذي ما تعلقَ بهِ فقيرٌ إلّا أغناهُ ، اللهُ هو الاسمُ الذي ما تعلقَ به ضعيفٌ إلّا قواهُ، اللهُ  هو الاسمُ الذي ما تعلقَ به مظلومٌ إلّا نصرَهُ وآواهُ، اللهُ هو الاسمُ الذي تُستنزلُ به الرحماتُ، اللهُ هو الاسمُ الذي تُستجابُ بهِ الدعواتُ، اللهُ هو الاسمُ الذي تُقالُ به العثراتُ، اللهُ هو الاسمُ الذي تُستدفعُ به النقمُ، اللهُ هو الاسمُ الذي قامتْ له وبهِ الأرضُ والسمواتُ، اللهُ : اسمٌ لصاحبهِ كلُّ جلالٍ، اللهُ : اسمٌ لصاحبهِ كلُّ كمالٍ ، اللهُ : اسمٌ لصاحبهِ كلُّ جمالٍ ، اللهُ هو الذي يا مَن لا تراهُ العيونُ ، ولا يصفهُ الواصفون ، يعلمُ مثاقيلَ الجبالِ ومكايلَ البحارِ وعددَ قطرِ الأمطارِ وعددَ ورقِ الأشجارِ، وعددَ ما أشرقَ علي الليلِ وأصبحَ عليه النهارُ….فجددْ إيمانَكَ باللهِ، ومعرفتَكَ باللهِ قبلَ فواتِ الأوانِ،  فالإيمانُ هو سبيلُ السعادةِ والنجاةِ في الدنيا والآخرةِ، وسلْ نفسَكَ ماذا تعرفُ عن اللهِ ؟ألَا تنظرُ أيُّها المسكينُ إلي السماءِ وارتفاعِهَا وإلي الأرضِ وأقطارِهَا، والي النجومِ ومدارِهَا، وإلي البحارِ وأمواجِهَا، وإلي الشمسِ وشعاعِهَا،  وإلي كلِّ ما هو راكعٌ وساجدٌ ومستيقظٌ وراقدٌ، الكلُّ يشهدُ بجلالهِ، و يقرُّ بكمالهِ، ويعلنُ عن ذكرهِ ولا يغفلُ عن شكرهِ . فماذا تعرف عن اللهِ ؟وما مِن يومٍ إلّا والجليلُ سبحانَه يُنادِي: عبدِي ما أنصفتنِي، عبدي أذكرُكَ وتنسانِي، وأدعوكَ إليَّ فتذهبَ إلى غيرِي، وأذْهِبُ عنك البلايا، وأنتَ مُعتكفٌ على الخطايَا، عبدِي ما تقولُ غدًا إذا  ما جئتنِي؟. فماذا تعرفُ عن اللهِ؟ فسبحانكَ ربَّنَا ما أعظمَك فلا قدرةَ فوقَ قدرتِكَ ولا قوةَ فوقَ قوتِكَ تخلقُ ما تشاءُ وتأمرُ بمَا تشاءُ وتمسكُ ما تشاءُ عمَّن تشاءُ وترسلُ ما تشاءُ إلى مَن تشاءُ، سبحانَك ما أعظمكَ هواءٌ وماءٌ وأرضٌ وسماءٌ وبرٌّ وبحرٌ ونجومٌ وكواكبُ وإنسٌ وجنٌّ ومخلوقاتٌ كثيرةٌ ما لا نعلمُهُ منها أكثر ممَّا نعلمُهُ ومالا نراهُ منها أكثر مِن الذي نراهُ، وكلُّهُم جنودٌ للهِ خاضعونَ لعظمةِ اللهِ جلَّ جلالهِ. فمَن تأملَ في هذا كلِّه علمَ وأيقنَ كمالَ قدرةِ اللهِ -تعالى-، ورحمتهِ بعبادهِ، وعظمتهِ سبحانَهُ، وأبداعهِ في خلقهِ.. واعتبرَ واتعظَ بمَا فيهِ مِن الآياتِ والحكمِ وللهِ درُّ القائلِ  

سلْ الواحةَ الخضراءَ والماءَ جاريًا   ****   وهذه الصحارى والجبالَ الرواسِيَا
سلْ الروضَ مُزدانًا سلْ الزهرَ والندَى  ****  سلْ الليلَ والإصباحَ والطيرَ شاديًا
وسلْ هذه الأنسامَ والأرضَ والسمَا  ****  وسلْ كلَّ شيءٍ تسمعُ التوحيدَ ساريًا
فلو جنَّ هذا الليلُ وامتدَّ سرمدًا  ****   فمَن غيرُ ربِّى يرجعُ الصبحُ ثانيًا

كلُّ هذا.  مِن خلقِ مَن ؟ كلُّ هذا مِن صنعِ مَن ؟ أَإِلَهٌ معَ اللهِ ؟ أَإِلَهٌ معَ اللهِ ؟

فماذا تعرفُ عن اللهِ؟ وهذا وربِّ الكعبةِ قليلٌ مِن كثيرٍ، فجددْ إيمانَكَ ومعرفتَكَ بملكِ الملوكِ وجبارِ السماواتِ والأرضِ؛  لكي تسعدَ  وتنعمَ في الدنيا والآخرةِ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا

ثانيًا: أسماءُ اللهِ الحُسنَى كلُّهَا كمالٌ وجلالٌ.

أيُّها السادةُ: معرفةُ اللهِ تكونُ بالتعرفِ على أسمائهِ الحسنَى وصفاتهِ العُلا قالَ جلّ علا(( قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ))سورة الإسراء110، وقال جل علا (( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى))سورة طـه8، قال جل علا (( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى)) سورة الحشر24. وأسماءُ اللهِ الحسنَى هي أسماءٌ سمّى اللهُ بها نفسَهُ في كتابهِ أو على لسانِ أحدٍ مِن رُسُلهِ أو استأثرَ اللهُ بها في علمِ الغيبِ عندَهُ لا يُشبهُ ولا يماثلهُ فيها أحدٌ، و أسماءُ اللهِ الحسنَى هي أسماءُ مدحٍ وحمدٍ وثناءٍ وتمجيدٍ وتعظيمٍ لله، وصفاتُ كمالِ اللهِ ونعوتُ جلالِ اللهِ، وأفعالُ حكمةٍ ورحمةٍ ومصلحةٍ وعدلٍ مِن اللهِ، يُدعَى اللهُ بهَا وتقتضِي المدحَ والثناءَ بنفسِهَا. وصفاتُهُ كلُّهَا صفاتُ كمالٍ، ونعوتُهُ كلُّهَا نعوتُ جلالٍ، وأفعالُهُ كلُّهَا حكمةٌ ورحمةٌ ومصلحةٌ وعدلٌ، ليس في أسمائهِ ما يدلُّ على شرٍّ، ولا ما يحتوي شرًّا، بل إنَّه  يخلقُ الخيرَ والشرَّ، أمَّا أسماؤهُ فهي خيرٌ كلُّهَا، وكذلك صفاتهُ وكذلك أفعالهُ خيرٌ كلُّهَا، وأسماءُ اللهِ الحُسنَى مبنيةٌ على الدليلِ فلا يجوزِ لأحدٍ أنْ يخترعَ اسمًا للهِ لم يسمِّ اللهُ بهَا نفسَهُ، وهي أسماءٌ محكمةٌ، كالقرآنِ كلِّهِ محكمٌ يا سادة؟، وأسماءُ اللهُ الحسنَى كثيرةٌ وعديدةٌ وغيرُ محصورةٍ بعددٍ، منها ما علمنَا إيّاهُ، ومنها ما لا نعلمُهُ، لذا  كان مِن دعائهِ ﷺ ( اللهمّ إني أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علمته أحدًا من خلقِك أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك ، أن تجعلَ القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حزني وذهابَ همّي وغمّي)، أمّا التي وردَ ذكرُهَا فهي مائةٌ إلّا واحدةٌ، كما في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلاّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)رواه البخاري، وأولُ مَن أنكرَ أسماءَ اللهِ الحسنَى  وصفاتِه بعضُ مشركِي العربِ، فقالَ جلّ وعلا ((وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30))) الرعد، و كان رسولُ اللهِ ﷺ يقولُ: يا اللهُ، يا رحمانُ، فسمِعَ ذلك أبو جهلٍ، فقالَ: إنَّ مُحمدًا ينهانَا أنْ نعبُدَ إلهين، وهو يدعُو إلهًا آخرَ مع اللهِ، يُقالُ لهُ: الرَّحمنُ، فأنزلَ اللهُ سبحانَهُ: ﴿ قُلِ ﴾ يا مُحمدٌ ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ ﴾ يا معشرَ المؤمنين ﴿ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ ﴾ إنْ شئتُم قولُوا: يا اللهُ، وإنْ شئتُم قولُوا: يا رحمانُ ﴿ أَيًّا مَا تَدْعُوا ﴾ أَيَّ أسماءِ اللَّهِ تَدْعُوا ﴿ فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ ﴾ بقراءتِكَ فيسمعهَا المشركون فيسبُّوا القرآنَ ﴿ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ ولا تُخفِها عن أصحابِكَ فلا تُسمِعهُم ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ اسلكْ طريقًا بينَ الجهرِ والمخافتةِ.

لذا حذرَ  سبحانَهُ مِن الالحادِ في أسمائهِ، فقالَ جلّ وعلا (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]. وأسماءُ اللهِ سبحانَه أحسَنُ الأسماءِ، وصفاتُهُ أكمَلُ الصفاتِ، قال تعالي((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))الشوري 11.وحقيقٌ بكلِّ مسلمٍ معرفتُهَا وفهمُ معانيهَا، والعملُ وفقهَا، والدعاءُ بهَا. والأنبياءُ أكملُ الناسِ إيمانًا لماذا لمعرفتِهِم بربِّهِم جلّ جلاله، فمَن تعرفَ على أسمائهِ وصفاتهِ سعدَ في الدنيا والآخرةِ.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا

ثالثــــًا: أثرُ الأسماءِ الحسنَى في حياتِنَا.

أيُّها السادةُ: أسماءُ اللهِ الحسنَى لها أثرٌ كبيرٌ في حياتِنَا، والعلمُ باللهٍ أحَدُ أركانِ الإيمانِ، بل هو أصلُهَا وما بعدَهَا تبَعٌ لها، ومعرِفَةُ أسماءِ اللهِ وصفاتِهِ أفضلُ وأوجَبُ ما اكتسبَتْهُ القلوبُ وحصَّلتْهُ النفوسُ وأدركتْهُ العقولُ.وكيف لا ؟يقولُ ابنُ القيّمِ رحمَهُ اللهُ: أطيَبُ ما في الدنيا معرفتُه سبحانه ومحبَّتُه لنأخذَ أمثلةً على ذلك مِن أسماءِ اللهِ الحسنَى، وكلُّ اسمٍ نتعرفُ كيف يؤثرُ فينَا، وكيف ندعُو اللهَ بهِ ومِن هذه الأسماءِ الرحمنُ الرحيمُ نقولُهَا في صلواتِنَا في كلِّ ركعةٍ، بها نعرفُ رحمةَ الرحمنِ الرحيمِ، قالَ جلّ وعلا ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]، ولنستشعرْ رحماتِ اللهِ علينا، فنحن ننعمُ بها صباحًا مساءًا، برحمتهِ أرسلَ لنا رسولَهُ عليه الصلاةُ والسلام، وأنزلَ علينا كتابَهُ، برحمتهِ جعلنَا مسلمين، برحمتهِ أمدنَا بالصحةِ والعافيةِ والمالِ والبنين، برحمتهِ تراحمَ العبادُ فيما بينهم والحيواناتُ والوحوشُ، الرحيمُ يقبلُ توبةَ عبدهِ العاصِي بل الكافر، لولا رحمةُ اللهِ بنَا لهلكنَا، إذا علمتَ بأنَّ ربَّك رحيمٌ رحمنٌ، فأقبلْ عليهِ ولا تغرنَّكَ رحمتهُ فتبتعدَ عنه، الرحيمُ يحبُّ مِن عبدَهُ أنْ يكونَ رحيمًا، فـ((الراحمونَ يرحمُهُم الرحمنٌ، ارحمُوا مَن في الأرضِ، يرحمكُم مَن في السماءِ))، ادعهُ وقُلْ: يا رحيمُ ارحمنِي، يا مَن وسعتْ رحمتهُ كلَّ شيءٍ ارحمنِي.فالنفحاتُ الربانيةُ، والرحماتُ الإلهيةُ بيدِه سبحانه ، فتجد في كلِّ تقديرٍ تيسيرًا، ومع كلِّ قضاءٍ رحمةً، ومع كلِّ بلاءٍ حكمةً، فإنْ كان اللهُ قد أخذَ منك فقد أبقَى، وإنْ منعَ فلطالمَا أعطَى، وإنْ ابتلاكَ فكثيرًا ما عافَاك، وإنْ أحزنَك يومًا فقد أفرحَك أيامًا وأعوامًا، لو فتحَ سبحانَهُ بابَ رحمتهِ لأحدٍ مِن خلقِه، فسيجدهَا في كلِّ شيءٍ، وفي كلِّ موضعٍ، وفي كلِّ حالٍ، وفي كلِّ مكانٍ، وفي كلِّ زمانٍ، فرحمتُهُ وسعتْ كلَّ شيءٍ، كمَا أنَّه لا مُمسكَ لرحمتِهِ، قالَ ربُّنَا (مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) (فاطر:2) فهو سبحانَهُ كما قال جلَّ جلالُه (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن) سورة الرحمن: 29، فيجبرُ كسيرًا، ويعافِي مبتلَى، ويشفِي مريضًا، ويغيثُ ملهوفًا، ويُجيبُ داعيًا، ويُعطِي سائلًا، ويُفرِّجُ كربًا، ويزيلُ حزنًا، ويكشفُ همًّا وغمًّا. فكم مِن مريضٍ جبرَ اللهُ خاطرَهُ فشفاهُ!! وكم مِن فقيرٍ جبرَ اللهُ خاطرَهُ فأغناهُ !! وكم مِن مكروبٍ جبرَ اللهُ خاطرَهُ ففرّجَ عنه كربَهُ !!كَم مِن ضِيقٍ مَرَّ بالنَّاسِ ولَم يَكشِفْهُ إلَّا اللهُ؟! وكَم مِن بَأْسٍ نَزَلَ بِهم ولَم يَرْفَعْهُ إلَّا اللهُ؟! وكَمْ مِن بَلاءٍ أَلَمَّ بِهِمْ ولَمْ يُفَرِّجْهُ إلَّا اللهُ؟!﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾(سورة  النمل : 62)

تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا

ومِن أسمائهِ السميعُ البصيرُ الرقيبُ: فعندما يعلمُ العبدُ بأنّ اللهَ سميعٌ بصيرٌ، سميعٌ يسمعُ السرَّ وأخفَى، السرُّ عندَهُ كالعلانيةِ، يسمعُ دبيبَ النملةِ السوداء على الصخرةِ الصماء، يسمعُ دعاءَكَ وتضرّعَكَ، السميعُ يسمعُ كلَّ الأصواتِ، فلا تختلفُ عليهِ الأصواتُ ولا تتشابهُ ولا تتداخلُ مهمَا اختلفتْ اللغاتُ والأصواتُ، وإذا علمتَ بأنّ اللهَ سميعٌ، فلا تسمعُ إلّا ما يحبُّ، وتستشعرُ اطلاعَهُ وسماعَهُ لك في كلِّ وقتٍ وحينٍ.وأمَّا البصيرُ والرقيبُ، فإذا علمتَ بأنَّ اللهَ بصيرٌ ورقيبٌ مطلعٌ على خلقهِ، يعلمُ خائنةَ الأعينِ وما تُخفي الصدور، البصيرُ يبصرُ ما دقَّ وكبرَ مِن مخلوقاتهِ، يبصرُ النملةَ السوداءَ على الصخرةِ السوداء في الليلةِ الظلماءِ، يبصرُ كلَّ حيوانٍ وحشرةٍ تحت البحارِ وفي الوديانِ والجبالِ والصخورِ – إذا استشعرَ العبدُ ذلك، فعليهِ أنْ يُراقبَ ربَّهُ في كلِّ حركاتهِ وسكناتهِ، وأفعالهِ وأقوالهِ، يعلمُ اطلاعَ خالقهِ عليهِ مهمَا تخفَّى واستترَ عن أعينِ الناسِ.والرقيبُ عليك يرى كلامَكَ ويعلمُ سرّكَ ونجواكَ ألَا تخشاهُ ألَا تخافُ منهُ !!فإياكَ  أنْ تكونَ مِمّن يراقبون العبادَ، وينسون ربَّ العبادِ، يخشون الناسَ وينسونَ ربَّ الناسِ فتكونَ مِن الهالكين، قالَ ربُّنَا  ) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) وإياكَ وذنوبَ الخلواتِ، فذنوبُ الخلواتِ هلاكٌ ودمارٌ في الدنيا والآخرةِ، فعَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ:“ لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمتى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح . فاللهَ اللهَ في السرائرِ، لذا يجبُ على كلِّ مسلمٍ أنْ يصلحَ، سريرتَهُ، وليكنْ حرصُهُ على باطنهِ وسريرتهِ أعْظَمَ مِن حرصهِ على ظاهرهِ وعلانيتهِ فهو السميعُ البصيرُ الرقيبُ جلّ جلالُهُ قالَ اللهُ تعالى ﴿ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴾ [الطارق: 9، 10، فلا يكفِي أنْ تجمعَ الحسناتِ فقط، وإنَّما المهمُّ أنْ تحافظَ على هذه الحسناتِ حتى لا تذهبَ هباءً منثورًا…وللهِ درُّ القائلِ

إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فــلا ***   تقلْ خلوتُ ولكنْ قُل علىَّ رقيبُ

ولا تحسبنّ اللهَ يغفلُ ســـاعةً ***   ولا أنَّ ما يخفَى عليـــه يغيبُ

وإِذا خَلَوتَ بِرِيبَةٍ في ظُلمَةٍ ***والنَفسُ داعيَةٌ إلى الطُغيانِ

فاِستَحيِ مِن نَظَرِ الإِلَهِ وقل لها*** إنَّ الَّذي خَلَقَ الظَلامَ يَراني

تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا

ومِن أسمائهِ جلّ وعلا الفتاحُ: فهو يفتحُ للعبدِ أبوابَ الخيرِ والرزقِ، يفتحُ عليه ما انغلقَ مِن أمرهِ، وما صعبَ مِن مشكلةٍ، فإذا أُغلقَتْ في وجهِكَ الأبوابُ، وصُدَّ عنك كلُّ خيرٍ ورشادٍ، وأحاطتْ بك الهمومُ والأحزانُ، والمصائبُ والآلامُ، فنادِهِ وقُل: يا فتاحُ، افتحْ عليَّ ما انغلقَ مِن أمرِي، يا فتاحُ، افتحْ عليَّ أبوابَ العلمِ والطاعةِ والخيراتِ والرزقِ، يا فتاحُ، افتحْ عليَّ أبوابَ رحماتِك.

ومِن أسمائهِ العليمُ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 75]، عليمٌ بما كان وما يكونُ، وبما لم يكنْ لو كان كيف يكونُ، عليمٌ بالسرِّ والعلانيةِ، عليمٌ بمَا في الصدورِ والخواطرِ، ﴿ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾ [طه: 7]، عليمٌ بما تكنهُ للآخرين مِن خيرٍ أو شرٍّ، عليمٌ بمخلوقاتهِ صغيرِهَا وكبيرِهَا، يقولُ تعالى عن نفسهِ: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، فاستشعرْ هذا الاسمَ، وتذكرْ أنّ العليمَ عليمٌ بحالِكَ وبقلبِكَ وبما في خاطرِكَ، عليمٌ بأفعالِكَ وأقوالِكَ وحركاتِكَ، ادعُهُ وقُل: يا عليمٌ، علمنِي ما ينفعنِي وزدنِي علمًا وهدًى وتقًى   . و مِن أسمائهِ اللطيفُ: مِن اللطفِ، فهو يرسلُ لك الخيرَ في خفاءٍ مِن حيثُ لا تشعر، ويصرفُ عنك الشرَّ في خفاءٍ مِن حيثُ لا تشعر، ﴿ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، اللطيفُ أخرجَ يوسفَ عليه السلامُ مِن السجنِ برؤيَا الملكِ، وردَّ موسى إلى أمِّهِ؛ لأنّه لم يقبلْ ثديَ غيرِهَا، وأخرجَ مُحمدًا ﷺ مِن الشِّعبِ المحاصرِ فيه بسببِ أَرَضَةٍ أكلتْ الصحيفةَ، اللطيفُ بأيسرِ الأمورِ يقدِّرُ لك أعظمَ المقاديرِ، وتتمُّ إرادتهُ على ما يشاءُ، ادعُ اللهَ وقُل: يا لطيفُ، الطفْ بِي وبأولادِي وبأهلِي.

ومِن أسماءِ اللهِ عزّ وجلّ الحفيظُ الحافظُ: ﴿ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [سبأ: 21]، ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64]، فالحفيظُ يحفظكُ في كلِّ لحظةٍ، حفظ َدينَكَ مِن الفتنةِ والانحرافِ والضلالِ، حفظَ قلبكَ مِن التوقفِ، وشرايينَكَ مِن الانسدادِ، وكليتكَ مِن الفشلِ، وعقلَكَ مِن الجنونِ، وجسدَكَ مِن الأمراضِ، قُلْ: يا حفيظُ، احفظْ عليَّ دينِي ودنيايَ، وأهلِي ومالِي وولدِي، واحفظنِي مِن بين يدِي ومِن خلفِي، وعن يمينِي وعن شمالِي.

ومِن أسماءِ اللهِ عزّ وجلّ الرازقُ سبحانَهُ هو الذي يرزقُ الخلائقَ أجمعين وهو الذي قدرَ أرزاقَهُم قبلَ خلقِ العالمين وهو الذي تكفلَ باستكمالِهَا ولو بعدَ حينٍ فلن تموتَ نفسّ إلّا باستكمالِ رزقَهَا .فقضيةُ الرزقِ محسوبةٌ ومحسومةٌ ومكتوبةٌ وأنت في بطنِ أمِّك فلا تخفْ فلن ينساكَ الرزاقُ روي عن نبِّي اللهِ سليمانَ عليه السلامُ أنّه رأى نملةً تجرُّ حبةَ قمحٍ وبجهدٍ إلى بيتِهَا فقالَ لهَا سليمانُ عليه السلامُ: كم يكيفيكِ مِن حبوبِ القمحِ لمدةِ سنةٍ ؟قالت النملةُ: حبيتين،.قال سليمانُ عليه السلام: سوف أضعكِ في صندوقٍ وأجعلُ لكِ حبتين لمدةِ سنةٍ بدلَ بحثكِ عن حبوبِ القمحِ، وأغلقَ عليها الصندوقَ، وجعلَ لها حبتينِ، وجاءَ لها بعدَ سنةٍ فوجدَ النملةَ أكلتْ حبةً وتركتْ الحبةَ الثانيةَ، فاستغربَ وغضبَ نبيُّ اللهِ سليمانُ عليه السلامُ وقالَ للنملةِ: لماذا تكذبين عليَّ؟ تقولينَ تكفينِي حبتان في السنةِ وأنتِ خلالَ سنةٍ أكلتِي حبةً واحدةً فقط، قالتْ النملةُ: كانت تكفينِي حبتان، وكان اللهُ لا ينسانٍي ويرزقنِي، أمّا عندما أقفلتَ علي الصندوقَ ولم استطعْ أنْ أخرجَ فأكلتُ حبةً وأدخرتُ حبةً ثانيةً لأعيشَ بها قدرَ المستطاعِ حتى لا أموت، وخشيتُ أنْ تنسانِي. فالمتفَرِّدُ بالرِّزقِ هو اللهُ وَحْدَه لا شريكَ له.
قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)) فاطر 3 وأعظَمُ رِزقٍ يَرزُقُ اللهُ به عبادَهُ هو (الجَنَّةُ) التي أعَدَّها اللهُ لعِبادِه الصَّالحين، فهو أحسَنُ الرِّزقِ وأكمَلُه وأفضَلُه وأكرَمُه، لا ينقَطِعُ ولا يَزولُ.فقضيةُ الرزقِ بيدِ اللهِ سبحانَهُ فلا خوفَ، وعلمتُ أنّ رزقِي لن يأخذَهُ غيرِي فاطمئنَّ قلبِي، عن جابرٍ رضي اللهُ عنه، أنّ النبيَّ ﷺ قال: (لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَفِرُّ مِنَ المَوْتِ، لأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كما يُدْرِكُهُ المَوْتُ)[ حلية الأولياء) قال جل وعلا وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ 56 مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ 57 إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)) الذاريات ولله در القائل

تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا

لا تعجلنّ فليسَ الرزقُ بالعجلِ  ***  الرزقُ في اللوحِ مكتوبٌ مع الأجلِ

فلو صبرنَا لكان الرزقُ يطلبُنَا  ***   لكنَّهُ خُلقَ الإنسانُ مِن عجلِ

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكُم.

الخطبة الثانية.. الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلّا بهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه

فمبلغُ العلمِ فيهِ أنّهُ بشرٌ  *** وأنّهُ خيرُ خلقِ اللهِ كلهمُ

أغرٌ عليه للنبوةِ خاتمٌ *** مِن نورٍ يلوحُ ويشهدُ

وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيِّ لاسمهِ  ***إذ قال في الخمسِ المؤذنُ أشهدُ

وشقَّ لهُ مِن اسمهِ ليجلَّهُ *** فذو العرشِ محمودٌ وهذا مُحمدٌ

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا

رابعًا وأخيرًا: يا أيُّها الإنسانُ  ما غرّكَ بربِّكَ الكريمِ؟

أيُّها السادةُ: هذا هو اللهُ، فهل عرفتَ أصلَكَ؟ وكيف خلقَكَ؟ قال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) ما  أصلك ؟ ما فصلك  ؟

أصلُكَ يا بنَ آدمَ مِن ترابٍ  ***وفصلُكَ يا بنَ آدمَ مِن نطفةٍ

أصلُكَ يا بنَ آدمَ يوطأُ بالأقدامِ ***وفصلُكَ تطهرُ منهُ الأبدانُ

( يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)بَصَقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ فَوَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ ثُمَّ قَالَ قَالَ اللَّهُ ابْنَ آدَمَ أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ قُلْتَ أَتَصَدَّقُ  َأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ)  ماذا تعرفُ عن نفسِك ؟ تحملُ البولَ في مثانتِك،  والمخاطَ في أنفِك، والبزاقَ في فمِك، والوسخَ في أذنِك، والدمَ في عروقِك، وتغسلُ الغائطَ بيدِكَ كلَّ يومٍ .يا ابنَ آدمَ أولُكَ نطفةٌ قذرة، وآخرُكَ جيفةٌ قذرة، وأنت بين ذلك تحملُ العذرةَ. قال الأحنفُ: عجبتُ لِمَن يجرِي في مجرَى البولِ مرتينِ، كيف يتكبرُ؟ بل لقد أرسلَ الصديقُ رضي اللهُ عنه إلي كسرَي, عندما رآهُ يتكبرُ قائلًا له يا كسري كيف تتكبرُ علي اللهِ ؟ وقد خرجتَ مِن مجرَي البولِ مرتين، مرةً ماءًا مهينًا، ومرةً طفلًا صغيرًا

يَا مُدعي الْكِبْرِ إعْجَابًا بِصُورَتِهِ *** اُنْظُرْ خَلاَكَ فَإِنَّ النَّتْنَ تَثْرِيبُ

لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطُونِهِمْ *** مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ شُبَّانٌ وَلاَ شِيبُ

أيُّها الحبيبُ: باللهِ عليكَ هل استغثتَ باللهِ وحدَهُ ؟هل توكلتَ علي اللهِ وحدَهُ ؟هل فوضتَ الأمرَ إلي اللهِ وحدَهُ؟ هل سألتَ اللهَ وحدَهُ ؟ هل حلفتَ باللهِ وحدَهُ؟ هل نذرتَ للهِ وحدَهُ؟ باللهِ عليكَ هل ذبحتَ للهِ وحدَهُ؟ باللهِ عليكَ هل صليتَ للهِ وحدَهُ ؟ باللهِ عليكَ هل صمتَ للهِ وحدَهُ؟ باللهِ عليكَ هل حججتَ للهِ وحدَهُ ؟ هل رضيتَ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمدٍ رسولًا ونبيًّا ؟ اللهُمّ إنّا  نبرأُ مِن الثقةِ إلّا بك، ومِن الأملِ إلّا فيك، ومِن التسليمِ إلّا لك، ومِن التوكلِ إلّا عليكَ، ومِن التفويضِ إلّا لك، ومِن الرجاءِ الّا لِمَا في يديكَ الكريمتين؟ فهيَّا جددْ إيمانَكَ بهِ جلّ وعلا، ومعرفتَكَ باللهِ، وإذا سألتَ فسألْ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ ولا تحلفْ إلّا باللهِ، ولا تقدمْ النذرَ إلّا للهِ، ولا تتوكلْ إلّا علي اللهِ، ولا تفوضْ أمرَكَ إلّا إليهِ، فحقُّ اللهِ علينَا أنْ نعبدَهُ وأنْ نوحدَهُ، وأنْ نفردَهُ بالطاعةِ وأنْ نمتثلَ أمرَهُ، وأنْ نتجنبْ نهيَهُ، وأنْ نقفَ عندَ حدِّهِ، قال ربنا (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) وفي الصحيحين البخاري ومسلم عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ – رضي اللهُ عنه – قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللّهِ ﷺ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ. قَالَ: فَقَالَ: يَا مُعَاذُ! أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ وما حقُّ العبادِ عَلَى الله؟ قَالَ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللّهِ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً. وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً» قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَفَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ. فَيَتَّكِلُوا)) فاسجدْ لربِّكَ شكرًا علي أنَّ لكَ ربَّا كريمًا يغفرُ الذنوبَ، ويسترُ العيوبً، مَن تقربَ منهُ شبرًا تقربَ إليهِ ذراعًا، ومَن تقربَ إليهِ ذراعًا تقربَ منهُ باعًا، ومَن أتاهُ يمشِي أتاهُ هرولةً، فبابهُ مفتوحٌ، ولكنْ مَن الذي يدخلُ!.والحسنةُ عندَهُ بعشرِ أمثالِهَا إلى سبعمائةِ ضعفٍ، والسيئةُ عندَهُ بواحدةٍ، فإنْ ندمَ عليهَا واستغفرَ غفَرَهَا لهُ، يشكرُ اليسيرَ مِن العملِ، ويغفرُ الكثيرَ مِن الزللِ فانتبهْ قبلَ فواتِ الأوانِ، واندمْ علي ما فرطتَ في جنبِ اللهِ، ودعوةٌ أدعُو بها نفسِي وإياكُم أنْ نتعرفَ على ربِّنَا بأسمائهِ وصفاتهِ، فنعرفَ معناهَا، وكيف ندعُوه بها، وكيف تؤثرُ فينا، فمِن المخجلِ واللهِ أنْ نعرفَ كلَّ شيءٍ في دنيانَا صغيرًا كان أو كبيرًا، ونجهلُ كثيرًا مِن أسماءِ خالقِنَا ورازقِنَا سبحانَهُ، قال ابنُ القيمِ رحمَهُ اللهُ: “لو عرفَ العبدُ كلَّ شيءٍ ولم يتعرفْ على ربِّهِ، فكأنَّهُ لم يعرفْ شيئًا”، وقال السعديُّ رحمَهُ اللهُ: “وبحسبِ معرفتهِ بربِّهِ – أي: العبدُ – يكونُ إيمانُهُ، فكلّمَا ازدادَ معرفةً بربِّهِ ازدادَ إيمانُهُ، وكلّمَا نقصَ نقصَ، وأقربُ طريقٍ يوصلُهُ إلى ذلك تدبرُ صفاتِهِ وأسمائهِ مِن القرآنِ” فاللهُمّ يا فتاحُ، افتحْ علينَا أبوابَ معرفتِكَ، وفهمَ أسمائِكَ ودعائك بهَا، واحفظْ يا حفيظُ مصرَنَا قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

عبادَ اللهِ: اذكرُوا اللهَ يذكركُم واستغفرُوه يغفرْ لكم وأقمْ الصلاةَ.

كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

        د/ محمد حرز

      إمام بوزارة الأوقاف

 

_______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »